Friday, January 31, 2020

صفقة القرن: هل يستجيب الفلسطينيون لدعوات "المقاومة" و"الجهاد" في وجه خطة ترامب؟

دعت صحف عربية، ورقية وإلكترونية، الفلسطينيين إلى توحيد الصف وإشعال "فتيل المقاومة" تعبيرا عن رفضهم لصفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وكان ترامب طرح في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، وإلى جواره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعض بنود هذه الصفقة، متعهدا بأن تظل القدس عاصمة "غير مقسمة" لإسرائيل.

"تثوير الشعب الفلسطيني"
تحت عنوان "المواجهة الفلسطينية المطلوبة لصفقة القرن"، يقول مروان كنفاني في العرب اللندنية: "لن يتحقق أي نجاح على المستويين السياسي والعملي للتصدي للحملة الأمريكية-الإسرائيلية التي كشّرت عن أنيابها سوى بإنهاء الانقسام واللجوء للعمل المشترك، فما عدا ذلك رفض المبادرة أو قبولها سيّان في التوصل للفشل".

ويضيف كنفاني: "على القيادات الفلسطينية تصعيد المظاهرات والمسيرات السِلمية تجاه المستوطنين والعاملين في بناء المستوطنات، والجهات المكلفة بمصادرة الأراضي والمنازل بقرارات المحاكم أو السلطات العسكرية، والتحشيد المدني السلمي في حدود التماس مع الاستيطان، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وكل ما يمكن التوصل إليه من لفت انتباه العالم بما يجري للفلسطينيين وحقوقهم".

ويقول عبدالباري عطوان في رأي اليوم اللندنية إنه ينبغي ترجمة الرفض الفلسطيني للصفقة "إلى خطوات عملية لمقاومة الاحتلال بكافة الطرق"، مضيفا أن "26 عاما من المفاوضات... لم تصل بنا إلا إلى هذا الوضع المخجل المهين".

ويطالب عطوان السلطة الفلسطينية "بإشعال فتيل المقاومة وتثوير الشعب الفلسطيني وإعادة الأمور إلى المربع الأول، أي شعب يقاوم الاحتلال، وحل السلطة وإنهاء التنسيق الأمني وإلغاء كل ما ترتب على اتفاقات أوسلو".

ويؤكد نبيل السهلي في العربي الجديد اللندنية أنه "لمواجهة صفقة ترامب وإسقاطها، ثمّة ضرورة ملحّة لوضع أسس جدية لإنهاء حال الانقسام الفلسطيني المريرة، ووضع أسس لترسيخ الوحدة الوطنية، والاتفاق على توجهات كفاحية مشتركة، خصوصاً أن الرهان على استمرار المفاوضات تلاشى".

كما يشدد ياسر أبو هلالة في الصحيفة ذاتها أنه يتوجب "على الفلسطينيين إبداع وسائل جديدة في المقاومة، تعتمد أساسا على وحدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والداخل والشتات. والعالم اليوم أكثر وعيا بعدالة القضية، لا يريدون دولتين، لتكن دولة واحدة على قاعدة المساواة".

وتحت عنوان "المطلوب أفعال وليس مجرد كلام وبيانات"، تقول القدس الفلسطينية في افتتاحيتها "لقد مات أي حديث عن السلام ومات حل الدولتين أو هو في طريقه إلى الموت بعد صفقة القرن هذه، ولقد أشار الرئيس أبو مازن إلى أن السلطة ستتخذ قرارات تنهي أو تغير الدور الوظيفي الذي تقوم به، كما أن وفداً فلسطينيا من الضفة سيتوجه إلى غزة وأن اجتماعا شاملاً للقيادات الوطنية والإسلامية سينعقد لاتخاذ الخطوات اللازمة."

وتضيف القدس: "المطلوب تحقيق الوحدة الوطنية واتخاذ قرارات عملية حقيقية للرد على ما قد وصلنا إليه وبدون ذلك سنظل ندور في الحلقة المفرغة من الكلام والخطابات التي لم يعد أحد يستمع إليها أو يهتم بها".

وفي الدستور الأردنية، يقول حمادة فراعنة إن رد الرئيس الفلسطيني على صفقة القرن يجب أن يشمل "الوحدة الوطنية وإعطاء الأولوية لمواجهة الاحتلال، وتغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية"، مؤكداً دعمه لخطوات التقارب الفلسطيني التي جاءت بعد الإعلان عن الصفقة والتي تتمثل في "اتصال إسماعيل هنية مع أبو مازن، ورسالة محمد دحلان له، ودعوة خالد البطش لمجيئه إلى غزة".

ويضيف فراعنة "رُب ضارة نافعة، قد تدفع الشعب الفلسطيني وقيادته لإعادة النظر في برنامجها وخطط عملها لترتقي إلى مستوى التحدي، خاصة وأنها تملك أوراق قوة تحتاج إلى لملمتها وتوسيع قاعدة شراكتها ووحدة مؤسساتها وتفعيل نضالها الشعبي الكفاحي السِلمي المدني في مواجهة العدو المتفوق".

وفي الوطن القطرية، يرى على بدوان أن "الرد على هذا المشروع يستدعي قلب الطاولة على الاحتلال، كما حدث في الانتفاضة الكبرى الأولى، والطريق إلى ذلك يتم عبر تعزيز النضال ضد الاحتلال وتفعيل المقاومة المشروعة بكل أشكالها الممكنة، وتوحيد كافة إطاراتها، والإسراع في إنهاء الانقسام الداخلي".

No comments:

Post a Comment